نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 65
من رموز كإبراهيم
وإسماعيل والكعبة التي أصبحت نواة العقيدة لديهم، فكانت الأصنام تحف بها من كل
جانب، وعلى الميثولوجيا الوافدة إلى مكة، وذلك كما تفرضه رمزية الكعبة من تعظيم
على العرب جميعاً وحجهم إليها لتكون محلاً لتلاقي الميثولوجيات.
ثانياً:
مدار الأسطورة في وثنية العرب
ولعل مدار
الأسطورة في وثنية العرب إنما انحصر فيما نسجه الكاهن عمرو بن لحي الذي كان له
ملهم من الجن.
أما ما عدا
ذلك سواء ما كان قبل ظهور أساطير عمرو بن لحي أو بعده إنما يرتكز على رمزية الكعبة
في نفس الإنسان المكي.
يقول هشام
بن محمد الكلبي:
(وكان لأهل
كل دار من مكة صنم في دارهم يعبدونه،
فإذا أراد أحدهم السفر، كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسح به؛ وإذا قدم من سفره،
كان أوّل ما يصنع إذا دخل منزله أن يتمسح به أيضا.
فلما بعث
الله نبيه وأتاهم بتوحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، قالوا: (أجعل الآلهة إلها
واحدا إن هذا لشيء عجاب) يعنون الأصنام.
واستهترت
العرب في عبادة الأصنام، فمنهم من اتخّذ بيتا؛ ومنهم من اتّخذ صنما، ومن لم يقدر
عليه ولا على بناء بيت، نصب حجرا أمام الحرم وأمام غيره، مما استحسن، ثم طاف به
كطوافه بالبيت، وسموها الأنصاب.
فإذا كانت
تماثيل دعوها الأصنام والأوثان، وسموا طوافهم الدوار.
فكان الرجل، إذا سافر فنزل منزلا، أخذ أربعة أحجار فنظر إلى أحسنها فاتّخذه
ربا، وجعل ثلاثة أثافي لقدره، وإذا ارتحل تركه، فإذا نزل منزلا آخر، فعل مثل ذلك.
فكانوا
ينحرون ويذبحون عند كلها ويتقربون إليها، وهم على ذلك عارفون بفضل الكعبة عليها:
يحجونها ويعتمرون إليها.
وكان الذين
يفعلون من ذلك في أسفارهم إنما هو للاقتداء منهم بما يفعلون عندها ولصبابة بها)([146]).
أما ما
اختلط بين الأسطورة والرمزية فكانت هذه الرمزية من رحم