نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 64
وبين الأجرام السماوية علاقات غير واضحة
تماما)([142]).
(ولقد اعتقد الجاهلي ــ حين جهل خفايا الكون وأسراره،
وأخذ يتخبط في شرك الظنون ــ بالأسطورة، وشرع ينظم حياته وفق هذا المعتقد، واعتقداً
بها اعتقاداً تاماً يخضع لها في جوانب كثيرة من حياته، وظهرت الأصنام كتمثيل لهذا
الخضوع، لجلب المنفعة ودرء المفسدة، وقامت بدور بارز في الحياة الجاهلية)([143]).
حتى صرح الإنسان العربي عن علة اعتقاده بهذه الأصنام
فيقول: (هذه أصنام نعبدها، فنستمطرها فتمطرنا، ونستنصرها فتنصرنا)([144]).
وهذه
العقيدة التي أظهرها عرب الشمال حينما قدم عليهم عمرو بن لحي فرآهم يعبدون الأوثان،
لم تكن وحدها وراء ما تكوّن لعرب مكة وما حولها من عقيدة في الأصنام، بل إن
اهتمامهم ببيت الله كان هو أحد أهم الأسباب وراء لجوئهم إلى اعتماد الرمزيّة في
مكونهم العقدي.
أولاً:
رمزية الكعبة في ظهور الوثنية
وفي ذلك
يقول الكلبي: (وكان الذي سلخ بهم إلى عبادة الأوثان والحجارة أنه كان لا يظعن من
مكة ظاعن إلا احتمل معه حجراً من حجارة الحرم تعظيما للحرم وصبابة بمكة، فحيثما
حلوا، وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة، تيمنا منهم بها وصبابة بالحرم وحبا له،
وهم بعد يعظمون الكعبة ومكة ويحجون ويعتمرون، على أرث إبراهيم وإسماعيل عليهما
السلام)([145]).
ولم تزل
الكعبة المشرفة ــ قبل الإسلام ــ هي نواة الرمزية في العبادة الوثنية لأهل مكة
مما جعلها أي الوثنية تنم عن عقيدة لا ترتكز بقوامها على الأسطورة فقط والتي هي
نواة المعتقدات والديانات الأرضية كمعتقدات السومريين أو الآشوريين أو البابليين،
أو كما هي عند المصريين، أو الصينيين، أو الهندوس وغيرها.
وإنما ترتكز
في قوامها على الاعتقاد بوجود الله سبحانه وما اتصل به
[142]الأساطير والمعتقدات
العربية قبل الإسلام، لميخائيل مسعود: ص146.