وفي وصفه
لـ(آشور) فيقول: (أما آشور فقد كانت آلهة أخرى موضع توقير وتبجيل، عندها، فإله
الجو (حدد) يركب العاصفة مطيته الرمزية، وهو يرعد كالثور، ممسكا في يده بشوكة
البرق الثلاثية)([141]).
وهذا يدل
على أن الرمزية إنما ولدت من رحم الميثولوجيا لتكوّن رمزاً يستدل به على ما يعتقد
به الإنسان آنذاك في الآلهة.
من هنا:
فإننا
حينما ننظر إلى عبادة الأصنام والأوثان والأنصاب في الجزيرة العربية فإنما هي رموز
يتعبد بها المكيون وغيرهم من أهل الجزيرة، كما سيمر بيانه في الآتي:
المسألة الثانية: تطور الرمزيّة وتعدد صورها في الديانات السائدة
في الجزيرة العربية فكانت الأصنام أبرز مظاهرها
مثلما حظيت
الآلهة في وادي الرافدين أو في أرض مصر أو غيرها من البقاع برموز محدودة سميت
بـ(الأصنام) قد تفاوتت في مظهرها وطقوسها وسدنتها ومعابدها حسبما تفرضه الأسطورة
الخاصة بذاك الإله أو هذا، أو حسبما يتمايز به الكهنة من قدرات خيالية وفكر خصب في
نبع الأسطورة وتحديد أجوائها وطقوسها وأسباب بقائها ليعظم معها هذا الرمز أو ذاك.
فإن العرب
في شبه الجزيرة العربية قد أولوا آلهتهم اهتماماً بالغاً حتى باتت الوثنية هي
الديانة السائدة في المجتمع المكي وما جاورها من مدن كيثرب (المدينة المنورة) وجدة
والطائف.
إلا أن
(هذه المعبودات لم تعبد لذواتها، بل عبدت على أساس أنها بيوت للآلهة؛ أو لأنها
ترمز إلى معبود أعلى وأسمى، أو لأنهم ربطوها بأسطورة من الأساطير الشعبية، أو
وصفوها بصفات غيبية أقامت بينها
[140]المعتقدات الدينية لدى
الشعوب، جفري بارندر، ترجمة مجلة عالم المعرفة الإصدار 173: ص20.
[141]المعتقدات الدينية لدى
الشعوب، جفري بارندر، ترجمة مجلة عالم المعرفة الإصدار 173: ص 19.
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 63