responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 37
بالتالي يساير الاعتقادات الشعبية التي تملأ المناطق الخربة والجهات المقفرة بالحيوانات الموحشة والكائنات الغامضة مثل الأشاعر، والغول، وهي تسكن الأماكن الملعونة، مثل بابل، أو بلاد آدوم.

وفي العهد القديم تختلط مهمة الشيطان بمهمة الملاك، وكأن الذهنية القديمة لا تميز بين الشر والخير؛ فالله، يهوه، يرسل الملاك على مصر وعلى أورشيلم أو على الجيوش الآشورية.

إلا أنه بعد السبي، يبدو التمييز واضحاً بين عالم الملائكة وعالم الشياطين، فالشيطان يعذب الإنسان والملاك يعذب الشيطان)([74]).

وهذا التقارب في الفكرة بين أن الشيطان مصدر الشر وأصل الضرر بالإنسان، فلذا فهو بحاجة إلى قوة أخرى يستعين بها على الشياطين، فالصينيون كانوا يستعينون بالأشجار والممرات الملتوية، واليهود يستعينون بتجنب الأماكن المهجورة والمحال المقفرة التي تسكنها الحيوانات المتوحشة التي تعكس وجود هذه الأرواح الشريرة، ثم نجد أن هذه العقيدة تتناسب مع المتغيرات البيئية والاجتماعية لتخرج بفكرة جديدة تنص على أن الشيطان يعذب الإنسان والملك يعذب الشيطان مما يدعو إلى الاستعانة بالملائكة للتغلب على هذه القوى الشريرة.

ولعل هذا المبدأ كان هو المحور في تبلور العقيدة بالشياطين والجن لدى المسيحيين الذين وجدوا أن السيد المسيح عليه السلام هو البطل الوحيد الذي يستطيع أن ينتصر على هذه الشرور؛ فالجنون ما هو إلا نتيجة لتحكم هذه القوى الشريرة بالإنسان فهي التي مسته بشرها فسلبته عقله، ليكون تبعاً لها لا يدرك ما يقول، ولعل قوله وصرعاته واختلاجاته إنما هي رسائل لتلك الأصوات والتناغمات الصوتية التي يسمعها من الجن فيرددها دون وعي منه.

ولو تتبع الباحث أو القارئ ما قيل في أدبيات المعتقدات المسيحية لاتضح لديه نشأة الاعتقاد بأن الجنون هو عبارة عن الجن (الساكنين في رؤوس الممسوسين، كممسوس كفرنا حوم، وممسوس الجراسيين، وابنة المرأة الكنعانية، والصبي المصروع، والممسوس الأخرس، ومريم


[74] الأساطير والمعتقدات العربية قبل الإسلام لميخائيل مسعود: ص80.

نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست