responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 36
بعدها في الممرات الجانبية للبيت.

وأصحاب هذه البيوت يسمون بالداويين، وهم أصحاب العقيدة الداوية التي وضع أساسها الأول حكيم عاش في نفس أيام كونفوشيوس ولكنه كان يكبره ببضع من السنين.

والذين يعرفون سر الأشجار والرسوم والممرات المتعرجة يقولون أنها هي التي تصد الشياطين والجن والمردة وأرواح الشر عن دخول البيت، فالداويون يؤمنون بكل هذه الألوان من أمثلة الشر، تماماً كما كانوا يؤمنون بوجود مصاصي الدماء والغيلان والتنانين، حتى أنهم عندما يأكلون أو يشربون، وقبل أن يمشي الواحد منهم أو يستريح، لابد أن يهمس ببضع كلمات هي بمنزلة تمائم تبعد كل هذه الألوان من ألوان الشرور، وإذا مشى في غابة فهو إما يغني أو يصفر، لأنه يعتقد أن الموسيقى تبقي الشياطين بعيدة عنه فلا تقترب منه، وشياطين الغابة تكره الموسيقى كما يكره البعوض الدخان.

وكل ذلك هو السر في تلك الممرات الملتوية في بيوت الداويين، فالداوي يؤمن بأن في الإمكان منع الروح الشريرة إذا اندفعت داخلة إلى البيت، وذلك إذا وجدت في وجهها جداراً يصدها، فهي تفاجأ بالجدار في أثناء اندفاعها السريع فتصطدم به، وتموت)([73]).

وعليه:

فإذا كانت العقيدة بالجن والشياطين لها من الظهور عند الصينيين بهذا الشكل، فكيف بها لدى البابليين والرومانيين الذين كانوا على مجاورة من الجزيرة العربية؟!

ولذلك: فإن هذا الاعتقاد له من العوامل المؤثرة في نمط تفكير الإنسان العربي لاسيما إذا نظرنا أيضا إلى اعتناق بعض القبائل لليهودية والنصرانية التي أعطت حيزاً لا بأس به للاعتقاد بالجن والشياطين.

فالشيطان في الديانة اليهودية يظهر على (أنه كائن روحي شرّير، لكن ملامح هذا الكائن لم تتوضح إلا ببطء شديد، ويبدو أن النصوص الكتابية هي التي تأثرت بالمعتقدات الشعبية.

والعهد القديم، يقر بوجود مثل هذه الكائنات وأعمالها ونشاطها، وهو


[73] موسوعة الأديان في العالم: ص50 ــ 51.

نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست