responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 29
وفي ذلك يقول النويري: (وكانت كهنة العرب، لهم أتباع من الشياطين يسترقون السمع ويأتونهم بالأخبار فيلقونها لمن تبعهم ويسألهم عن خفيات الأمور حتى جاء الإسلام)([58]).

ولقد أشار القرآن إلى خطورة هذه الطبقة المتحكمة في المجتمع العربي آنذاك، وبيان محاربتهم لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإظهار سعيهم لاتهام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتكهن؛ كي يبقى الناس على معتقدهم بالكهنة، وأن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لم يأتِ بشيء جديد فحاله كحالهم، ومن ثم تبقى هذه الطبقة قائمة في المجتمع.

فضلاً عن أن طغاة قريش وعتاتها الذين تشربت نفوسهم على الطاغوتية باستملاك العبيد والاستهتار بالنساء قد أشاعوا بذلك فيما بين الناس كي لا يعتقد أحد بهذا الدين الجديد.

قال تعالى:

(إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ)([59]).

ولقد تحدثت كتب التاريخ والسيرة عن دور هؤلاء في الجزيرة، ومعاداتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومحاولتهم قتله([60])، ولذا كان أبو طالب عليه السلام يخفيه عنهم ولا يفارقه ليلاً ولا نهاراً.

وفي ذلك روى ابن إسحاق مصنّف السيرة الأول أنموذجاً عن دور أولئك الطغاة في محاربة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مستخدمين عدة وسائل في منع الناس عن الاعتقاد بما يدعو إليه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كما هو واضح في هذه الرواية:

قال ابن إسحاق في معرض حديثه عن أبي جهل حينما أراد الهلاك برسوله صلى الله عليه وآله وسلم وكيف منعه الله من ذلك فجاء مذعوراً يحدث قريشاً بما رأى (فقام له النضر بن الحارث بن كلدة فقال: يا معشر قريش إنه والله قد نزل بكم أمر ما أشلتم له نبله بعد، لقد كان محمد فيكم غلاما حدثا أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم


[58] نهاية الأرب للنويري: ج3، ص128.

[59] سورة الحاقة، الآيات: 40 و 41 و 42.

[60] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي: ج13، ص206.

نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست