نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 23
علاقة تلازمية بين هذه الأساطير
والطقوس، حتى احتار كثير من الباحثين في الوصول إلى معرفة، أيهما كان مقدماً على
الآخر؟ هل الأساطير مقدمة على الطقوس؟ أو أن الطقوس مقدمة على الأساطير؟
(وقد ربط
بعضهم نشأة الأسطورة بالطقوس والسحر، بينما ذهب البعض الآخر إلى أن الأسطورة ظهرت
بعد الطقوس، وأن الطقوس أسبق منها في الظهور؛ وأكد بعض النقاد العرب على أن
الأسطورة هي الجزء القولي المصاحب للطقوس البدائية)([42]).
على أننا
لو تتبعنا الطقوس التي تلازم الأساطير لوجدنا أنها ترتكز على أمر واحد، وهو تقديم
الأضاحي لاستجلاب الخير لصاحب الأضحية، أو دفع الضرر المتمثل في الأمراض، حيث
يعتقد بأنها إما تكون سبباً لغضب الآلهة أو الأرواح أو الجن أوالشيطان.
لقد (لعبت
الأضاحي دوراً كبيراً في كثير من الأديان والمثولوجيات القديمة، فقدامى الأغريق
كانوا يضحون بالحيوانات (أمثال الماعز والخراف والخيول والكلاب والأبقار) وبعد أن
علمهم بروميثيوس كيف يخدعون الآلهة ويضعون الدهن فوق العظام قبل أن يخيروا الآلهة في
التي يريدونها وصاروا يأكلون القسم الأعظم من الأضاحي الحيوانية ليشاركوا ــ حسب
معتقدهم ــ الآلهة ويتواصلوا معها.
لكن الأزتيك
(المكسيك) قبل الغزو الإسباني في القرن السادس عشر كانوا يقدمون الأضاحي البشرية
لرب الشمس أو الرب شمس بعدد من الأضاحي غير محدودة العدد فقد تصل في السنة الواحدة
إلى 20.000 ضحية.
وفي
المرحلة القديمة من تاريخ الهندوسية، أي في المرحلة الفيدية، كان الكهنة الهندوس
يقدمون البشر والحيوانات والنباتات بأزمنة متتالية، كما مارس الصينيون تقديم
الأضاحي البشرية وقدموا القرابين من الحيوانات المنزلية ومن الطعام للآلهة
والأجداد، إلا أن الأضاحي لم تمارس قط في البوذية، فالقرابين كانت من البخور
والشموع المضاءة ومن الأزهار، ترفع (مع الصلاة وطلب الغفران) إلى بوذا.
وليست
الحضارة الأزتيكية وحدها التي تضحي بالبشر من أجل