وجدنا
الحاجة إلى دراسة المجتمع المكي بشكل خاص والمجتمع العربي في الجزيرة (لأن دراسة
المجتمعات الإنسانية القديمة تبين أنه، بالنسبة إلى الإنسان البدائي كانت الأسطورة
تعني قصة حقيقية، بل ومقدسة أيضا، لأنها تمثل الحاجات الدينية والحكم الخلقيّة)([39]).
ويقول ليفي برول: (لم تنشأ الأساطير عن حاجة الرجل إلى
تفسير الظواهر الطبيعية تفسيراً قائماً على العقل، لكن نشأت استجابة لعواطف
الجماعة)([40]).
ولعل هذه
الغايات وغيرها قد دفعت الإنسان إلى دراسة هذه الأساطير وتحليلها وفهم مكامنها،
فنشأ بذلك علم () ليختص (بدراسة العقائد التي وجدت لدى الشعوب القديمة والسابقة،
لنزول الأديان السماوية المعروفة، وبعض علماء الأساطير يعدّها بمنزلة أديان قديمة
كتبت بلغة الشعر، وكانت الشعوب القديمة ترتّلها في ساحات المدن القديمة في مناسبات
معينة.
ويقال إنها
سميت أساطير؛ لأنها أولاً سطّرت على الآجر (الطين المشوي) في العراق القديم، وثانياً،
لتمييزها عن الأديان السماوية، لذلك، يقال، أساطير الأولين، أي أديانهم الدنيوية
لا السماوية.
ومن أكثر
الشعوب القديمة التي اشتهرت بأساطيرها، والتي يذكرها الدارسون، الشعب اليوناني
القديم وشعوب بلاد ما بين النهرين (العراق).
وتجدر
الإشارة إلى أن الأسطورة () غير الخرافة () التي تعني وهماً لا رابطة اجتماعية دنيوية كما تفيد الأسطورة)([41]).
ثانياً:
الترابط بين الطقوس والأساطير
لقد أفادت الدراسات الميثولوجية من خلال مراقبتها لتلك المعتقدات وما يحيط
بها من عوامل نفسية واجتماعية وبيئية في التوصل إلى وجود
[38] الأساطير والمعتقدات
العربية قبل الإسلام، د. ميخائيل مسعود: ص23.