6 ــ الصفات المعنوية
العالية من الأمور المشتركة بين البطلين - الأسطوري والواقعي-
فمهما كان البطل واقعاً فهو أقرب إلى الأسطورة من ا لبطل
الميثولوجي؛ كل الأبطال الواقعيين يتمتعون بصفات راقية عليا، وإن كان الموت يكشف
النقيض من ذلك فبعد موت البطل تظهر (جرائمه) أما البطل الأسطوري فلا يغير موته من
سيرة حياته([470]).
ولعل ما ذكرناه في الفقرة (خامساً) يكشف عن الصفات
المعنوية العالية التي اشترك فيها محمد بن إسماعيل بل قدم فيها صورة البطل
الميثولوجي والبطل الواقعي.
فمقدرة
الإنسان على أن يغتسل مع كل حديث، ويصلي ركعتين، ويستخير الله، ويتوثق من صحة
الحديث بعد المراجعة والفحص والتدقيق، وأن يكون ذلك في المسجد الحرام، مما تطلب ست
عشرة سنة كلها صفات معنوية عالية منحت البخاري البطولة.
إلا أنه
بعد موته ظهرت وبحسب التعبير الذي استخدمه الباحث في الميثولوجيا العالمية (جرائم)
البطل وينكشف النقيض، فهو أيضاً مما كان واقعاً ملموساً في حياة بطل الواقعية
والميثولوجيا السلفية، وهو ما سنتناوله في (ثالثاً).
ثالثاً:
دليل العقل المستقيل
قد يعجب
العاقل حينما يقرأ أو يسمع ما لا يليق فيرى (عاقلا) مصدقاً، بل: ومدافعاً حتى
الاستماتة عمّا (لا يليق) فيصبح أمام حالتين؛ إما أن هذا العقل الذي امتاز به
الإنسان على غيره من المخلوقات مفقود من صاحبه
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 192