responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 188
جمع فيها كتابه (الجامع الصحيح) نجد أن هذه القصص لا تنفك أن تكون ميثولوجيا لبطل فاق منافسيه، مما سعوا لإيجاد عنصر الخير وتخليص الناس من الضلال ورشدهم إلى ما هو صحيح.

بل إننا نجد الغرائبية في طريقة جمع البخاري للجامع الصحيح وعمله في ذلك لا تبعد عن كونها صورة مستوحاة من الميثولوجيا العالمية التي وجد أحد النقاد لها: (إنّ الغرائبية من أهم العناصر التي تجعل البطل مقبولاً، فكأن البطولة عبارة عن اجتراح المستحيل وجعله ممكنا، وبهذا تكون البطولة فرادة بكل معنى الكلمة؛ أي: أن هناك غرائبية لا يمكن أن يأتي بها إلا البطل)([454]).

وهو الأمر الذي سعى لأجل تحقيقه ميثولوجيو النواصب فقد أوجدوا الغرائبية في هذه الشخصية (محمد بن إسماعيل) كي يكون بطلهم، أي البخاري مقبولاً لدى المسلمين؛ لأنه اجترح المستحيل حينما فتش الآلاف من الأحاديث المخلوطة والمشبوهة فنقلها وفرزها من المكذوبة، والمقوّلة، والضعيفة، والصحيحة فجمعها، أي الأحاديث الصحيحة، في كتاب أسماه بالجامع الصحيح، فأصبح ممكنا في الثقافة الحديثية والرجالية أن يأتي البطل فيضع بين يدي المسلمين الحديث الصحيح.

ولكي تكتمل صورة (محمد بن إسماعيل) الذي جمع بين صورة البطل الأسطوري وبين صورة البطل الواقعي في عقلية المسلم سعى ميثولوجيو النواصب على تقديم بطلهم على النحو الذي قدمه (بلوتارك) في كتابه (الحيوات المتوازية) حينما قدم كثيراً من الملامح الواحدة بين البطل الأسطوري والبطل الواقعي في مقارنته بين الشخصيات الرومانية واليونانية([455]).

ونحن لو استعرضنا هذه المشتركات التي خلص إليها (حنّا عبود) من كتاب بلوتارك وقارناها مع مكونات شخصية (محمد بن إسماعيل) لوجدنا أن الهدف واحد وهو تقديم محمد بن إسماعيل البطل الذي جمع ملامح الصورة المثيولوجية والواقعية، كي يلقى قبولاً منقطع النظير لدى المسلمين.

نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست