وبعدئذ كيف
لا يتكتم البخاري على فضائل العترة المحمدية ورمزها علي بن أبي طالب صلوات الله
وسلامه عليه، وعليٌ قد حاربه السلف بكل ما أوتوا من قوة وكيف لا يتلاقف الخلف كتاب
الجامع الصحيح وهو يعج برواة عرفوا بالنصب لعلي بن أبي طالب عليه السلام كعمران بن
حطان أحد زعماء الخوارج.
المسألة
الثانية: (صحيح البخاري) بين تأثير الميثولوجيا السلفية وواقع الجرح والتعديل
إنّ من
الأمور التي تدفع العاقل إلى الوقوف عند شخص البخاري هو كثرة الإطراء فيه إلى حد
المغالاة وتكوين قصص عجيبة حوله على المستوى الذي رقى فيه البخاري إلى إطراء رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل لم يكتف ميثولوجيو الجامع الصحيح لمحمد بن إسماعيل
البخاري من إطراء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما رقي بالكتاب والمصنف
إلى مصاف الكرامات والظواهر الخارقة للطبيعة مما كون للقارئ صورة مطابقة لمجموعة
من الصور الميثولوجية التي عهدتها الشعوب والمجتمعات البشرية حينما نقلت الكهنة
تصوراتها حول الآلهة وخوارقها للطبيعة، فضلاً عن القدسية المنسوجة حول تلك
المقامات التي تمنع الإنسان من التفكير فيما هو صحيح أو خطأ مما يسمع عن هذه
الرّموز المعبودة.
ومن ثم
يبقى المستفيد الأول من هالة القدسية لتلك الرموز هم الكهنة الذين كان يتقرب من
خلالهم إلى الآلهة أو المعبودات، وذلك عن طريق تقديم الهدايا والذبائح التي تختلف
من شعب لآخر كما مرّ في الفصل الأول.
فمن
الأضاحي البشرية كما في شعب الإنكا ليصل العدد من قتل الأبرياء لغرض المحافظة على
قدسية الآلهة إلى خمسين ألف إنسان في مختلف الأعمار والأجناس في كل سنة؛ إلى ما
فرضه الكهنة في حضارة الرافدين حينما يقدم في كل عام فتاة سومرية ترضي الملك (نرام
سين) وإطماعه التوسعية؛ إلى عقر الناقة على قبر الميت عند عرب الجاهلية، أو ما كان
يجمعه الغبغب من العتائر لسدنة مناة واللات والعزى وهبل وأساف
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 180