نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 178
وقال الزهري: إن عروة زعم أنّ عائشة حدثته،
قالت: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل العباس وعلي، فقال: يا
عائشة، إن سرك أن تنظري إلى رجلين من أهل النار فانظري إلى هذين قد طلعا، فنظرت،
فإذا العباس وعلي بن أبي طالب)([432]).
وفي الواقع
لو ذكر أحدنا هذا القول وصرح بأن عروة وعائشة متهمان في بني هاشم لحكم عليه
بالتكفير من أهل تكفير المسلمين! لكن الحمد لله الذي جعل كثيرا من الحقائق تجري
على لسان السلف من الصحابة والتابعين.
وهكذا يسير ابن شهاب الزهري في نهجه في كتابة السيرة
النبوية الذي اعتمد فيه إخفاء ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام لعلمه بعدم رضا بني
أمية ولاحتياجه إليهم لم يستطع الزهري أن يدون كثيرا من الحقائق التي كانت من أسس
السيرة النبوية، ولطالما كان يصرح بتدخل أولئك الحكام وأشياعهم في تغيير حقيقة
السيرة النبوية.
ولعل من
الشواهد التي تظهر تذمر الزهري أو سخريته من الزمن الذي أصبح فيه بنو أمية حكاماً
وولاة على المسلمين، هو ما يتعلق بحقيقة من حقائق السيرة النبوية، ألا وهي صلح
الحديبية، حيث ثبت في النصوص التاريخية ومن طرق عدة أن كاتب الكتاب في صلح
الحديبية هو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام([433])،
إلا أن هذا الأمر لو عرض على بني أمية لقالوا غير علي عليه السلام، وهذا يكشف كما
قلنا عن تأثر حركة علم السيرة وتطوره في العصر الأموي ولاسيما في دور ابن شهاب
فيه.
فقد روى الصنعاني في المصنف، قائلا: (أخبرنا معمر، قال:
سألت عنه، ــ أي كتاب صلح الحديبية من الذي كتبه ــ؟ فضحك الزهري، وقال: هو علي بن
أبي طالب، ولو سألت عنه هؤلاء، قالوا: عثمان، يعني بني
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 178