بقي لنا في
هذه العجالة صورة أخيرة تتحدث عن تلك المقدمات التي أفرزت كتاب صحيح البخاري
وعقيدته في عترة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وهي صورة أحد أهم أركان
رواية الحديث وهو ابن شهاب الزهري المتوفى سنة 124هـ.
ويكفي في
معرفة ثقل هذه الشخصية في مدرسة أهل السنة والجماعة الوقوف عند ثلاثة أقوال لهم
فيه، وهي كالآتي:
1ــ ترجم
له ابن عبد البر فقال: (هو أبو بكر، محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن
شهاب بن عبد الله بن الحارث الزهري.
ابن زهرة
بن كلاب، هكذا نسبه مصعب الزبيري وغيره ليس في ذلك اختلاف وكان ــ ابن شهاب ــ من
علماء التابعين وفقهائهم مقدماً في الحفظ والإتقان والرواية والاتساع، أدرك جماعة من
الصحابة وروى عنهم، منهم: أنس بن مالك وسهل بن سعد، وعبد الرحمن بن أزهر الزهري
وسنين أبو جميلة السلمي ومنهم عبد الله بن عمر، وسمع ابن شهاب من جماعة أدركوا
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم صغار مثل محمود بن الربيع، وعبد الله بن عامر
بن ربيعة وأبي الطفيل والسائب بن يزيد ونظرائهم)([413]).
وقال ابن
حبان: (رأى عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان من أحفظ أهل
زمانه وأحسنهم سياقاً لمتون الأخبار، وكان فقيهاً فاضلاً روى عنه الناس، مات ليلة
الثلاثاء لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومائة في ناحية الشام، وقبره
بـ(بدا وثغب) مشهور يزار على قارعة الطريق أوصاه أن يدفن على قارعة الطريق حتى يمر
به مار فيدعو له)([414]).
ترجم له
الذهبي بقوله: (أعلم الحفاظ، حديثه ألفان ومائتان نصفها مسند ونقل الذهبي عن ابن
الزناد ــ: كنا نطوف مع الزهري على علماء ومعه الألواح والصحف يكتب كلما سمع)([415]).
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 172