نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 15
المبحث الثاني: تنوع المعتقدات في الجزيرة
العربية
لقد ساعدت الصحراء في الجزيرة العربية وما أحيط بها من مظاهر بيئية كالجبال
والوديان، فضلاً عن طبيعة الحياة التي دفعت الكثير منهم إلى الترحل، وما يرافقها
من تعاقب مظاهر الليل والنهار، وما تستوطنه بيئتهم من بعض الحيوانات البرية
والجوارح، كل ذلك كان عاملاً مهماً لخلق كثير من المعتقدات التي أفرزتها قوة
الخيال الخصبة الناشئة من الهدوء والصمت الذي يسيطر على الصحراء مما جعل الإنسان
العربي دقيق الملاحظة واسع الأفق يتوهم الأشياء غالباً ويسعى في تصديقها ولعله
يبحث عن حقيقتها.
(فالأوهام
تشيع وتجد قبولها في النفوس؛ لأن الناس يتشابهون فيما يرجع إلى اللاشعور والغرائز
وأن اختلفت طبقاتهم، فهم يتشابهون في الوجدان والشهوات والمشاعر.
وفي
الجماعات نزعات تتيح للأوهام والخرافات أن تذيع، وذلك لأن الجماعة سريعة التصديق
والاعتقاد لاسيما إن كانت تغلب فطرتها على ثقافتها فتذهب في تفكيرها وتعليلها
وقياسها مذاهب غيبية)([18]).
ولعل
الموروث العقّدي الذي تكون لابن الجزيرة العربية ــ بوصفها مهد الرسالة المحمدية
وأكثرها تنوعاً للمعتقدات والديانات ــ قد نشأ أيضاً من خلال ما نقل إليه من قصص
زخرت بها الثقافة الإنجيلية والتوراتية، فضلاً عما أحيط بها من دول وأمم عرفت هذا
التنوع من قبل، كبلاد الرافدين وبلاد الرومان والأغريق والفرس مما عزز خصوبة
الاعتقاد بما يرد على الإنسان العربي من ثقافة وافدة جعلت منه شخصية تمتاز بكم
هائل من الاعتقادات لتشكل خزيناً عقائدياً متنوعاً ورثه كابر عن كابر.
ليشكل كل ذلك تنوعاً من الديانات الخاصة بمجتمع مكة وما حولها برزت من بينها
عبادة الأوثان مما يرسم لدينا تصوراً واضحاً عن حجم المعاناة والجهاد الذي بذله
الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في
[18] المعتقدات الشعبية في
المورون الشعري العربي القديم لعبد الرزاق خليفة: ص5.
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 15