نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 16
محاربة كل هذا الكم المتنوع من المعتقدات والديانات التي
ظهرت في الجزيرة وبالأخص المجتمع المكي؛ إذ قد يتصور البعض سهولة القضاء على هذه
المعتقدات الفاسدة وإمكانية تغييرها بمعتقد جديد ودين جديد، ظاناً أن باستطاعة
(الإنسان أن يخرج من دائرة المعتقد عندما يعدل عن عقائد انتقلت إليه وراثة، وسوف
نرى أنه كلما حاول أن يتخلص منها غاص فيها أكثر من ذي قبل)([19]).
ولذا كان
لزاماً علينا من أجل تكامل الدراسة وتحقيق الرؤية البحثية الخوض في علم
الميثولوجيا واستخلاص النتائج بوصفها المحطة الأولى التي نتزود منها مادة البحث،
كي نضع بين يدي القارئ الكريم صورة واضحة عن الأسس والجذور التي ساعدت على نشوء
عبادة الأصنام في الجزيرة العربية حتى أصبحت الديانة السائدة في المجتمع، مما يعزز
لدينا الاعتقاد بصعوبة الدور الذي قام به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في
محاربة الوثنية بمنظوريها التوحيدي والطاغوتي كي يشكل بذلك سلسلة من الجهاد
الرسالي الذي بدأه نبي الله آدم عليه السلام وأقامه إبراهيم الخليل عليه السلام
وشيّده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأخوه علي بن أبي طالب عليه السلام ــ كما
سيمر من خلال الدراسة ــ.
المسألة
الأولى: أثر علم الميثولوجيا في فهم المعتقدات
من
البديهية أن يلتفت القارئ أو الباحث إلى أن عنوان المسألة ينطلق من مصطلح أعجمي
على اللغة العربية ومن ثم يلزم بنا بيان معناه ودلالته وإن كان ذلك قد لا يتفق
بالضرورة مع أهل الاختصاص المعجمي.
من هنا:
رجعنا في هذا الأمر إلى بعض المصادر التي اهتمت بهذا
العلم في أبحاثها حول معتقدات الشعوب فكان منها:
«إن كلمة ميثولوجيا: تعني مجمل أساطير شعب ما أو شعوب
متعددة، وتعني العلم الذي يتناول تلك الأساطير أيضاً، كما يعني جذرها اليوناني ()
الخرافة إضافة إلى ذلك، سواء أكان شخوصها خارقين أم لا.
ويكون (الميثولوجي)
بالنتيجة ما يتعلق بالأسطورة أو الخرافة، أو
[19] المصدر السابق: ص6
نقلاً عن: الآراء والمعتقدات، غوستاف لوبون، ترجمة محمد عادل زعيتر، المطبعة
العصرية، مصر، ص10.
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 16