نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 14
بعد الموت وما شابه، وتتحول الأنفس تدريجيا إلى أرواح ومن ثم إلى آلهة،
تنتهي إلى إله واحد وهكذا حدث الارتقاء التدريجي من (الأنيمة البدائية).
وقد جرت
اعتراضات كثيرة على النظرية الأنيمية من المدافعين عن الدين، الذين رأوا في الأنيمية
نقيضاً للمبادئ الإنجيلية الكنيسية وظهرت نظرية (التوحيد البدائي) كبديل ونقيض
للنظرية الأنيمية، وقد أوردت أفكاراً عن الإلهية السماوية واعتقاد الشعوب القديمة
البدائية في إله خالق واحد([16]).
ثالثاً:
النظرية الاجتماعية في تفسير الدين
ولد هذا
الاتجاه في أواخر القرن التاسع عشر وهو يؤلف مدرسة فرنسية اجتماعية جاء بها (إميل
ديور كهايم) (1858 ــ 1917م)؛ إذ أعلن ديوركهايم عن أن الدين ظاهرة اجتماعية
(أشكال الحياة الدينية الأولى، النظام الطموطمي في أستراليا)، وانتقد المذهبين
الطبيعي () والروح () في أصل الدين، واعتقد أن المعتقدات الدينية، لم تتولد لا بمراقبة
الإنسان للطبيعة الخارجية ولا بمراقبته للطبيعة الخاصة به، فهذه المعتقدات أمكن
تواجدها في المجتمع فحسب (التصورات ضمن المجموعات) والتي لا تقتبس بالتجربة بل بالوعي
الإنساني للوسط الاجتماعي.
إن أشكال
المجتمع المختلفة ومراحله توجد أشكالاً من الدين مختلفة، وبذلك وجدت نظريته نجاحاً
برغم ما انتابها من أخطاء، أبرزها تأكيده على خلود الدين بدوام بقاء المجتمع.
وظهرت
إثرها نظريات اجتماعية أخرى حول الدين منها ما أطلقه الباحثان (د. ديووي وو.جيمس)
من وجهة نظر نفعية (أن الأمر الهام في الدين ليس ما إذا يستجيب لحقيقة ما قائمة
بشكل إيجابي، بل لمجرد ما إذا كانت مفيدة للناس أم لا)، وقد وجد الناس الدين
نافعاً، فهو إذا حقيقة وفائدته تتجلى بتنظيم المجتمعات وتقديم العون، وإخراج الناس
من الفوضى الاجتماعية([17]).