نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 13
أكثر الأشكال تقدماً للدين الوثني هو الإيمان بالروح
ووجودها بعد الموت، وبهذا كشف عن نشوء عبادة (عالم الموتى لدى المصريين القدماء).
ويرى (بول
أندي غولباخ) بأن الدين يرتبط بالخداع، وأن جذوره تتصل بالمآسي والخوف لدى البشر
المعذبين، ويرى أن البدء كان الخوف لدى البشر المعذبين الأولين، فاعتقدوا أن
الكوارث الطبيعية بالذات ما هي إلا أشياء مادية، ثم أصبحوا يخضعون لموجودات غير
مرئية، وكأنها تقاد وتوجه من هذه الأشياء، وأخيراً مع تطور تصوراتهم، وتوصلوا إلى
فكرة وحدة السبب الأول (العقل الأسمى، الإله).
وظهر في
نهاية القرن الثامن عشر في فرنسا المفكران (فولينه) و(ديو بيوى) اللذان توصلا إلى
أصل الدين وتطوّره، ودعيت نظريتهما فيما بعد بالطبيعية أو السماوية، حيث تطور
الوعي السماوي (الميثولوجي) عند الإنسان عن العالم.
ثم تطورت
المدرسة الميثولوجية في بداية القرن التاسع عشر، حيث تم التوصل إلى أن القدماء كانوا
في معتقداتهم يؤلهون الظواهر السماوية([15]).
ثانياً:
التفسير الأنثروبولجي للدين
حاول في
هذا المنحى (لودفيكل فيورباخ) تفسير جوهر الدين وجعله مبنياً على الأساس البشري
الأنثروبولوجي وذلك سنة 1845م، وإن مادة الدين ما هي إلاّ مادة المصالح البشرية
ومتطلباتها وأن الآلهة تجسيد لرغبات الإنسان.
وبنى (ادوارد تايلور) نظريته الثقافة البدائية والتي سماها بـ(النظرية
الروحية) (الأنيمية) حيث يشكل الإيمان بـ(الموجودات الروحية) الحد الأدنى للدين أي
الأنفس والأرواح وما يماثلها، لقد تولد هذا الإيمان بسبب الاهتمام الخاص الذي أولاه
الإنسان البدائي لتلك الظواهر المعينة التي كان يعانيها مع أقرانه: الحلم،
الغيبوبة، الهلوسة، الأمراض، وآخرها الموت، ولقصوره في تكوين فهم صحيح يفسر أمثال
هذه الظواهر، استقر رأيه على تصوير النفس فيه، مرافقاً صغيراً يستقر في جسد
الإنسان قادراً على مغادرته لفترة أرواح الأموات ومصائرها وعن انتقال الأنفس إلى
أجساد جديدة أو عن عالم خاص