نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 135
العرب الأعظم مما
يفضي عليه عظمة ليس فقط عند المكيين بل عند عموم شبه الجزيرة العربية ومن يقطنها
من القبائل العربية.
ولذلك:
من الغريب
جداً أن لا يهتم به الرواة ولم يسجلوا في كتبهم ولا مروياتهم كيف انتهى حال صنم
العرب الأعظم؛ بل من الغريب جداً أن يجد الباحث أو القارئ تسجيل اسخف العقائد
والظواهر الاجتماعية للجاهلية قبل الإسلام ولا يجد كيف تم تكسير هذا الصنم ولو من
قبيل تسجيل لحظات الانتصار على الوثنية في عام الفتح.
إلا أن هذا
الانتصار وهذه الصور في تهاوي الأصنام، وتلك المشاهد في تكسير هبل، واللات، ومناة
والعزى، وسواع، وود، ويغوث، ويعوق، ونسرا، وغيرها تركت الرهبة في نفوس الرواة
فمنعتهم من رواية هذا الحدث العظيم.
ولعل الترويع
الذي لحق بتلك الأصنام قد آلم بعض هؤلاء الرواة فحلفوا بمن يعبدون أن يكتموا ما
يرون ويشاهدون.
بل: لا
يعجب الإنسان ــ وأيا كان معتقده ــ حينما يرى كل هذا الحقد والبغض لعلي بن أبي
طالب عليه السلام في نفوس المنافقين وعلي هو من قتل صناديد الشرك، وفرسان الوثنية،
وجدّل فراعنة الجاهلية، ثم انعطف على آلهتهم يهدم عظيمها، ويكسّر عزيزها، ويحطم
كبيرها.
وعليه: قد
يتبدد العجب عند الباحث حينما يرى أن حادثة تكسير الأصنام في عام الفتح ــ مع نص
البخاري على ان عددها (360) صنما ــ لم تأخذ من الاهتمام عند البخاري سوى سطرين، وكيف
لها أن تأخذ من اهتمام البخاري وعلي عليه السلام قد كسّر عظيم أصنام العرب؟!.
ولذا: هذا
التعتيم المتعمد من البخاري ومسلم ومن أخذ عنهما على هذه الحادثة مع ما لها من
الأهمية ومع ما للأصنام من هيمنة في مكة وعموم الجزيرة العربية يدفع بالباحث إلى
الرجوع إلى شخص البخاري ومسلم ودراسة حياتهما كي يدفع الشك باليقين، فلعل الرجلين
بريئان من بغض علي بن أبي طالب عليه السلام، ولعلهما قد ملئا بغضاً لعلي بن أبي
طالب عليه السلام.
ولكن قبل
الولوج في خضم هذا البحث نورد للقارئ كيف تم تكسير
نام کتاب : تكسير الأصنام بين تصريح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعتيم البخاري نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 135