فقال صلى
الله عليه وآله وسلم: بيوت الأنبياء، وأومأ بيده إلى منزل فاطمة عليها السلام([195]).
12 . وروى
أبو بصير قال: دخلت المدينة وكانت معي جويرية لي فأصبت منها، ثم خرجت إلى الحمام
فلقيت أصحابنا الشيعة وهم متوجهون إلى جعفر بن محمد عليه السلام فخفت أن يسبقوني
ويفوتني الدخول إليه، فمشيت معهم حتى دخلت الدار، فلمّا مثلت بين يدي أبي عبد الله
عليه السلام نظر إليّ ثم قال: يا أبا بصير، أما علمت أن بيوت الأنبياء وأولاد
الأنبياء لا يدخلها الجنب؟
فاستحييت
وقلت له: يا ابن رسول الله، إني لقيت أصحابنا فخشيت أن يفوتني الدخول معهم، ولن
أعود إلى مثلها، وخرجت ([196]).
13 . ويقول
العلامة الشيخ محمد حسن المظفر رحمه الله ما ملخصه: إن هذه القضية تكشف عن طهارة علي،
وأنه يحل له أن يجنب في المسجد، ويمكث فيه كذلك، ولا يكره له النوم فيه، تماماً
كما كان ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فإن عمدة
الغرض من سدّ الأبواب هو تنزيه المسجد عن الأدناس، وإبعاده عن المكروهات. وكان علي
عليه السلام كالنبي صلى الله عليه وآله وسلم طاهراً مطهراً، ولا تؤثر فيه الجنابة
دنساً معنوياً، وكان بيت الله كبيته بكونه حبيبه القريب منه.
وأبو بكر
لم يكن ممّن أذهب الله عنهم الرجس، وطهرهم تطهيراً، ليحسن دخوله للمسجد جنباً، ولا
هو منه بمنزلة هارون من موسى، ليمكن
[195] - الروضة لابن شاذان: ص 42 عن تفسير الثعلبي
، سورة النور: 36.