نام کتاب : ظاهرة الاستقلاب في النص النبوي والتاريخي: حديث سد الأبواب أنموذجاً نویسنده : نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 66
رابعاً: اعتماد ابن تيمية الاستقلاب في السنة النبوية
لم يكن ابن تيمية وهو ثمرة بني أمية
شاذاً عن منهج السلف من طلباتهم في الرواة والولاة بقلب النص النبوي والتاريخي بل
وقلب أسس الإسلام وهدم قواعده.
ولذا: لا نطيل الوقوف في استقلاب ابن
تيمية للنصوص ونكتفي بشاهد واحد في طلبه لقلب سنة رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم فيقول في منهاج السنة في باب التشبه بالروافض:
(ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء إلى ترك
بعض المستحبات، إذ صار شعاراً لهم - أي الشيعة - فإنه وإن لم يكن الترك واجباً
لذلك، لكن في إظهار ذلك مشابهة لهم، فلا يتميز السني من الرافضي، ومصلحة التمييز
عنهم لأجل هجرانهم ومخالفتهم أعظم من مصلحة ذلك المستحب)([83]).
وهذا الاستقلاب في السنة جاء صريحاً على لسان ابن تيمية فهو يطلب من
المسلمين قلب السنة في كثير من فصولها وأفعالها بعلة أن هذه السنة النبوية يعمل
بها شيعة أهل البيت عليهم السلام ولأنهم يستنون بهذه السنة لزم مخالفتهم؛ فاستقلب
أتباع ابن تيمية السنة نزولاً عند هذه الطلبات.