صلى الله عليه وآله وسلم
وساروا بهديهم وميزوا بين الحق والباطل، فأولئك مبعدون ولا نصيب لهم في بيان
عقائدهم التي كانوا يقاتلون بها تحت راية علي بن أبي طالب عليه السلام ويستشهدون
في ساحات الوغى وهم يذبون عن الإسلام أهل الفئة الباغية، فهذا وغيره لا تجد له في
الخطاب (الديني) نصيباً؛ لأنه ليس من دينهم في شيء.
من هنا:
إن الخطاب الديني حينما يرتكز على تلك المبتنيات والآليات فهو لا يقدم سوى
مزيدٍ من التردي والإفساد وأقله التردد والحيرة في التشخيص بين الحق والباطل، ولعل
خير شاهدٍ على هذا التردي ما قام به الشوكاني في تأويله للحديث المنسوب للنبي صلى
الله عليه وآله وسلم في أجر المجتهد في الصواب والخطأ، فيقول:
(ليس لأحد من العلماء المختلفين، أو من التابعين لهم والمقتدين بهم أن
يقول: الحق ما قاله فلان دون فلان، أو فلان أولى بالحق من فلان؛ بل الواجب عليه ــ
إن كان ممن له فهم وعلم وتمييز ــ أن يرد ما اختلفوا فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وآله وسلم فمن كان دليل الكتاب والسنة معه فهو على الحق وهو الأولى
بالحق.