تلك الهالة من القداسة التي خلقها الذين أسسوا الظلم لرسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم وعترته وأصحابه هم أصحاب الكراسي والرئاسة، سواء كانت في الخلافة
أو في إمامة المسجد أو في دار الفتوى وقد كرس لها أصحاب هذه الرئاسة كل ما تحتاج
إليه هذا الهالة من القداسة، وذلك لإيمانهم أنهم أحد أفرادها ومن ثم فالمساس بها
هو مساس بهم وإن تعظيمها هو تعظيم لهم.
مما انعكس سلباً على تفكير المسلم ومستواه المعرفي فبات وكأنه إنسان قد
قدم من كوكب آخر أو أنه يعيش في عالمه الخاص الذي يكافح فيه بين مقتضيات الفطرة
والعقل وبين هذا الموروث الذي كبله فلم يعد يعرف من الإسلام سوى تلك الخطابات التي
إن تجددت فهي تدور بين تكفير المسلمين أو تقصير الثياب أو إطلاق اللحى أو اجتناب
كل ما فيه تاء التأنيث.
أما كيف عاش البدريون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكيف
لزموا سنته صلى الله عليه وآله وسلم أو كيف دافعوا عن الإسلام تحت رايته فعرفوا
القرآن وعترة نبيهم