وقد كفر بعضهم بعضاً كما
ورد في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري؟
5 ــ ثم إن السؤال المهم الذي ينبغي الوقوف عنده طويلاً.
على ماذا اختلف الصحابة وتشاجروا وتقاتلوا؟ أعلى الدنيا أم على الدين؟
فإن كان تشاجرهم على الدنيا فهذا أولى
بالإعراض عنهم وإن اختلفوا وتقاتلوا على الدين فمعنى ذلك أن منهم من كان على الحق
ومنهم من كان على الباطل وهو ما دل عليه الحديث النبوي الصحيح الذي أخرجه غير
واحدٍ من أئمة الحديث، عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
«يرد
عليّ يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول يا رب أصحابي، فيقول إنك لا
علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري»([90]).
وفي لفظ آخر رواه أبو هريرة عنه ــ صلى الله عليه وآله وسلم ــ أنه قال:
«بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم،
فقلت: أين قال: إلى النار والله! قلت: وما شأنهم؟! قال: إنهم ارتدوا بعدك على
أدبارهم القهقري.