وأوردها خطابه الديني دون
عقيدة عمار بن ياسر وهو أشهر من أن يعرف لجلالة قدره وعظيم منزلته في الإسلام، بل
كيف سيكون أثر هذا الخطاب في الإصلاح والإفساد، وهل للإصلاح موضع في هذا الخطاب
الذي يستمد مضمونه ومفاهيمه من أبي غادية الجهني وهو قاتل عمار بن ياسر؟
4 ــ لا شك أن عقيدة أبي غادية الجهني كانت ترتكز على حب عثمان ابن عفان، وتتمذهب
بمذهب أهل الشام كما نص على ذلك أبو داود السجستاني صاحب السنن([82]).
وأن عقيدة عمار بن ياسر كانت ترتكز على حب علي بن أبي طالب عليه الصلاة
والسلام، ومن ثم فمرجعيات كلا الخطابين منذ القرن الأول للهجرة وإلى يومنا هذا
متضادة ومتباعدة وكيف لا وقد وقع السيف بين العقيدتين فكان الحال الذي أصبحت الأمة
عليه مصداقاً لما أخبر به النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
فأي من السلف يتبع المسلم؛ ولأي الخطابين يعقل ويؤمن؟!
إنها أسئلة كثيرة يفرضها البحث لاسيما ونحن اليوم نشهد نسخاً لما مرّ من
هذه العقائد، بل قد اشترط السلفيون على من أراد أن يتصف بهم أن يكون على تلك
العقيدة ولأنهم لم يفرقوا بين