والحديث الشريف أخرجه
حفاظ المسلمين في مصادر عدة ومن طرق مختلفة لأهميته وبيانه لأمر غيبي لما تؤول
إليه الأمة وما يصيبها من ابتلاءات كثيرة.
والحديث يطرح مجموعة من الأسئلة.
1 ــ لمن كان خطابه صلى الله عليه وآله وسلم؟ أليس إلى أصحابه وقد رجعوا
من حجة الوداع أو في أثناء أداء مناسكها كما روي أنه تكلم بذلك في يوم النحر؟!
2 ــ إذا كان تحذيره صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه وإنذارهم من
الانقلاب على أعقابهم فيرجعون كفاراً يقتل بعضهم بعضاً ــ وقد حصل ذلك، أي قتل
بعضهم بعضاً ــ فأي خيرية كانت لأهل هذا القرن وأي صلاح استحقوا فكانوا كما يسميهم
اليوم كثير من المسلمين بـ(السلف الصالح)؟
3 ــ كيف سيكون مضمون الخطاب الديني ومحتواه فيما لو اتبع الخطيب أو
المتكلم هذا القاتل دون المقتول كما لو اختار عقيدة صاحب رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم أبي غادية الجهني([81]).
[81]نص على صحبته لرسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم أحمد في المسند: ج4، ص76؛ البخاري في تاريخه الكبير: ج8، ص420؛ ابن
حجر العسقلاني في الإصابة: ج7، ص258، برقم (10371).