ولعل الرجوع إلى كتب التاريخ والسيرة والأدب وغيرها لمراجعة تلك الحقبة
الزمنية وما دار فيها من أحداث ليغني القارئ والباحث عن إيراد تفاصيل أكثر، ولذا:
نكتفي بشاهد عيان على ما حدث وهو من أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً،
ألا وهي بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ تصف حال المسلمين بعد وفاة
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتقول عليها الصلاة والسلام:
«فلما اختار الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم دار أنبيائه وأتم عليه ما
وعده، ظهرت حسيكة النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ حامل
الأقلين، وهدر نيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه صارخاً بكم، فدعاكم
وألفاكم لدعوته مستجيبين، وللغرة فيه ملاحظين، ثم استهضكم فوجدكم خفافاً وأحمشكم
فألفاكم غضاباً، فوسمتم غير أبلكم، وأوردتم غير قربكم، هذا والعهد قريب والكلم
رحيب والجرح لما يندمل زعمتم خوف الفتنة.