الذي حدده أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليهما السلام.
إذن:
لم يزل القرآن هو المرجع الأول والمنهل الأساس في بناء مكونات الخطاب
الديني، ويبقى الإصلاح والإفساد مرهوناً بتلك المعرفة بكتاب الله تعالى، وهو ما
جعل هذا الخطاب يتفاوت في التأثير في المجتمعات التي يلقى فيها فضلاً عن الأفراد.
المسألة الثانية:
دور السنة النبوية في مرجعية الخطاب الديني
لا تختلف السنة النبوية عن القرآن الكريم في كونها الأساس الثاني لمرجعية
الخطاب الديني وثاني منهل معرفي له، إلاّ أن هناك فرقاً بين القرآن والسنة النبوية
في كونهما المنهلين اللذين يستلهم منهما الخطاب الديني مادته الخطابية أو بالأعم
مادته المعرفية.
وهو أن القرآن قد حفظه الله تعالى من التحريف بينما الحديث الشريف تعرض
للدس والتحريف مما حدا بكثير من العلماء إلى تأسيس علم الرجال والجرح والتعديل
لغرض النظر في سند الحديث النبوي الشريف، وذلك لكثرة ما تعرض له هذا المنهل
المعرفي من الدس والتلفيق والكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولولا
ذاك لما احتاج علماء المسلمين إلى الجرح والتعديل.