وبالجملة الكتاب الإلهي يتضمن مصالح العباد، وفيه ما
يصلح المجتمع الإنساني بإجرائه فيه، بل الكتاب الإلهي هو الكتاب الذي يشتمل على
ذلك، والدين الإلهي هو مجموع القوانين المصلحة، ومجموع القوانين المصلحة هو الدين
فلا يدعو الدين الناس إلا إلى إصلاح أعمالهم وسائر شؤون مجتمعهم ويسمي ذلك إسلاما
لله، لان من جرى على مجرى الإنسان الطبيعي الذي خطه له التكوين فقد أسلم للتكوين
ووافقه بأعماله فيما يقتضيه وموافقته والسير على المسير الذي مهده وخطه إسلام لله
سبحانه في ما يريده منه)([38]).
3 ــ قال الباقلاني (المتوفى سنة 403هـ) في معنى الدين:
(فإن قال قائل: فما معنى الدين عندكم؟ قيل له معنى الدين يتصرف على وجوه،
منها: