2 ــ وعرّف الدين السيد العلامة الطباطبائي (توفي سنة 1412هـ)
فقال:
(الذي يدعى إليه الناس بمنطق الدين الإلهي: هو الشرائع والسنن القائمة
بمصالح العباد في حياتهم الدنيوية والأخروية، لا أنه يضع مجموعة من معارف وشرائع
ثم يدّعي أن المصالح الإنسانية تطابقه وهو يطابقها، فافهم ذلك، وإياك أن تتوهم أن
الدين الإلهي مجموعة أمور من معارف وشرائع جافة تقليدية لا روح لها إلا روح
المجازفة بالاستبداد، ولا لسان لها إلا لسان التأمر الجاف والتحكم الجافي، وقد قضى
شارعها بوجوب اتباعها والانقياد لها تجاه ما هيأ لهم بعد الموت من نعيم مخلد
للمطيعين منهم، والعذاب المؤبد للعاصين، ولا ربط لها يربطها بالنواميس التكوينية
المماسة للإنسان الحاكمة في حياته القائمة بشؤونها القيمة بإصلاحها فتعود الأعمال
الدينية أغلالا غلت بها أيدي الناس في دنياهم، وأما الآخرة فقد ضمنت إصلاحها إرادة
مولوية إلهية فحسب، وليس للمنتحل بالدين في دنياه من سعادة الحياة إلا ما استلذها
بالعادة كمن اعتاد بالأفيون والسم حتى عاد يلتذ بما يتألم به المزاج الطبيعي
السالم، ويتألم بما يلتذ به غيره.
فهذا من الجهل بالمعارف الدينية، والفرية على ساحة شارعه الطاهرة يدفعه
الكلام الإلهي، فكم من آية تتبرأ من ذلك بتصريح أو