عمرو
بن الحجاج بأن يجلس كل من كان في المسجد من الأزد؛ وحبسوا وفيهم عبد الرحمان بن
مخنف وغيره، فأقتتلت الأزد وأهل اليمن قتالاً شديداً، واستبطأ ابن زياد أهل اليمن،
فقال لرسول بعثه إليهم:
أنظر ما بينهم؟
فأتاهم فرأى أشد قتال، فقالوا: قل للأمير: إنك لم تبعثنا إلى نبط الجزيرة
ولا إلى جرامقة الموصل، إنما بعثتنا إلى الأزد، إلى أسود الأجم ليسوا ببيضة تحسى
ولا حرملة توطأ.
فقتل من الأزد عبيد الله بن حوزة الدالبي ومحمد بن حبيب البكري، وكثرت
القتلى بينهم وقويت أهل اليمانية على الأزد، وصاروا إلى خص في ظهر دار ابن عفيف
فكسروه واقتحموا عليه داره فناولته ابنته سيفه فجعل يذب به نفسه، وشدوا عليه من كل
جانب حتى أخذوه فانطلقوا به إلى ابن زياد، وهو يقول:
أقسم لو يفسح لي عن بصري.... شق عليكم موردي ومصدري؛ ثم أمر به ابن زياد
بعد أن دار كلام بينهما في عثمان بن عفان، ثم أمر به فصلب في السبخة([236]).
[236]أنساب الأشراف للبلاذري: ج3، ص210؛
المحبر لمحمد بن حبيب البغدادي: ص480؛ تاريخ الطبري: ج4، ص351؛ الكامل في التاريخ
لابن الأثير: ج4، ص83؛ المقتل لابن مخنف: ص207؛ الإرشاد للمفيد: ج2، ص117.