من
العودة إلى فعل القبيح وأي قبح أعظم من قتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وسلبه وسبي بناته وأخواته.
فهذه الأفعال الإجرامية التي امتزجت بها النفوس لابد لها من موانع عديدة
كي تستعيد رشدها من ناحية، ومن ناحية أعظم منع تفشي هذه الأمراض النفسية في
المجتمعات الإسلامية الأخرى أو الأجيال القادمة حينما لم تجد من يعزرها ويمنعها
وينكر عليها هذه الأفعال.
ولذا:
نجدها عليها الصلاة والسلام أول ما ابتدأت كلامها
الموجه إلى أهل الكوفة بعد أن عنتهم بقولها: (أما بعد يا أهل الكوفة) بالتعزير
النفسي الموجع مع كون الخطبة كلها كانت بطابع التعزير النفسي إلا أن الناس حينما
تجتمع لأمر مهم لاسيما في هذه الحالة فإنها مشدودة إلى الكلمات الأولى، فقالت:
(يا
أهل الختل والخدر؛ أتبكون؟! فلا رقأت الدمعة، ولا هدأت الرنة، إنما مثلكم كمثل
التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم، ألا وهل فيكم
إلا الصلف([207]) النطف([208])، والعجب والكذب
والشنف([209])، وملق الإماء، وغمز
[207]الصلف، بفتح اللام مصدر بمعنى
التملق، وبكسرها: الذي يكثر مدح نفسه ولا خير عنده.
[208]النطف: بفتح الطاء: التلطخ بالريب
والعار، وبكسرها بمعنى النجس.