والذي يظهر هذا التضامن
الاجتماعي بشكل جلي وعملي في خروجهم إلى قتال الإمام الحسين عليه السلام بل ظهر
هذا التضامن في ارض كربلاء في اجتماعهم على إنزال أعلى درجات الأذى والضرر في آل
رسول الله صلى الله وآله وسلم وكأنهم أبناء ملة أخرى وعقيدة معادية تضامن منتحلوها
في قتالهم على أرض كربلاء.
ولذا:
احتاجت العقيلة زينب عليها السلام في معالجتها وإصلاحها للبنية الفكرية
للمجتمع المسلم الابتداء ببث الروح في الضمير الشخصي ليسري ذاك إلى الضمير الجمعي
للمسلمين، الذي احتضنتهم أرض الكوفة من القبائل العربية وقد خرجوا متضامنين إلى
قتال الإمام الحسين عليه السلام وهي الأزد وزعيمها في الكوفة عبد الله بن زهير بن
سليم، وهم أهل المدينة المنورة وعشيرة مذحج وأسد ورئيسها عبد الرحمن بن أبي ميسرة
الحنفي، وعشيرة ربيعة وكندة وكان رئيسها قيس بن الأشعث، وتميم وهمدان ورئيسها الحر
بن يزيد الرياحي رضوان الله تعالى عليه وجميعهم اشتركوا في حرب الحسين عليه السلام
إلا الحر الرياحي فضلاً عن تجمع خيل أهل الشام ومجاميع الحمران وهم أهل فارس الذين
جيء بهم إلى أرض الكوفة عند فتح أرض فارس في معركة القادسية.