(فالصواب أن يعمّ الخبر كما عمّه الله
فيقال: أوتي داود فصل الخطاب في القضاء والمحاورة والخطب)([14]).
في حين: نجد أن المعنى الألصق لما جاءت به الآية المباركة في بيان معنى
فصل الخطاب ما بيّنه السيد العلامة الطباطبائي فقال: (وفصل الخطاب: تفكيك الكلام
الحاصل من مخاطبة واحد لغيره وتمييز حقه من باطله وينطبق على القضاء بين
المتخاصمين في خصامهم)([15]).
وهذه الأقوال لم توصل المعنى إلى المستوى الذي ينكشف فيه (فصل الخطاب) وقد
جعله الله تعالى من ضمن سلم المنح ومراتبه التي تفضل بها على الأنبياء عليهم
السلام، كما يشير سياق الآية المباركة، فكان فصل الخطاب استحقاقاً رتبيّاً كشد
الملك، والحكمة؛ وهذه الرتبة، أي الحكمة يتحدث عنها القرآن في بيان دلالي يرشد إلى
حجم فضلها فيمن اختصه الله بها فيقول سبحانه: