التواصل بين أهل الكوفة إلى الحد الذي سرى هذا التأثير في أنهم
أمسكوا بأعناق دوابهم، وخيلهم، وإبلهم كي لا تحرك رؤوسها؛ وذلك أنهم كانوا يضعون
أجراساً في أعناق الخيل والدواب لغرض إحداث مؤثرات صوتية تحدثها هذه الأجراس عند
حركة الخيل أو الدواب لاسيما في الحرب أو عند رجوع الجيش من المعارك وهم يسوقون
الأسارى.
ومن هنا:
تكشف الرواية عن بلوغ الحالة العاطفية والنفسية ذروتها للانقياد إلى
العقيلة زينب عليها السلام؛ ومن ثم كان خطابها كالمطرقة على الحديد المتجمر في تغيير
البنية الفكرية لمجتمع أهل الكوفة.
فقالت عليها السلام:
(أما
بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل([183]) والغدر، والخذل!!
ألا فلا رقأت العبرة([184]) ولا هدأت الزفرة،
إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا([185])، تتخذون أيمانكم
دخلا بينكم([186])، هل