لكن هذا الأمر من ناحية
علم الاجتماع النفسي، ومن أداة النافذة الانفعالية، فإن العقيلة زينب عليها السلام
قد ضبطت عمق المجال الانفعالي ليس للفرد فقط وإنما لانفعالات الجماعة لما يترتب
على هذا الفعل من آثار إيجابية نحو الهدف الأسمى وهو إصلاح البنية الفكرية؛ فهؤلاء
الذين أكرمهم الله تعالى وشرفهم على الناس فحرم عليهم أوساخ أموالهم بما للصدقة من
دلالات على الفقر والاحتياج إلى الغير، كيف لكم يا مسلمون من أن تتعرضوا لدمائهم
وأموالهم.
بمعنى: تحريك المشاعر وشد الأذهان
إلى ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإرجاعهم إلى الدين الحق وليس
إلى الجاهلية التي أعادها آل أبي سفيان، ومن قبلهم أهل السقيفة.
وعليه: انعكس ذلك على المستوى العام
لمجتمع الكوفة فأصبح أمر قيادتهم بما أراد له الإمام الحسين عليه السلام من مشروعه
الإصلاحي لأمة جده بيد العقلية زينب عليها السلام فانتقلت بعد هذه الأداة، أي
النافذة الانفعالية إلى أداة جديدة، وهي كالآتي: