وفقاً للنهج التطوري النفسي، تعمل عاطفة الجماعة على مساعدة التواصل بين
أعضاء الجماعة وقد لوحظ هذا التطور النفسي من خلال التواصل بين أهل الكوفة في
جمعهم للوقائع ومن ثم تقديم التمر والجوز والخبز للأطفال ليصل إلى مرحلة أعلى من
التطور حينما سمعوا قول العقيلة زينب عليها السلام (إن الصدقة علينا حرام) فعندها
عملت العاطفة على مساعدة التواصل بين أهل الكوفة إلى الاستجابة لإشارتها لهم بيدها
وقد تجمعوا من حولها لينظروا ما تفعل ولعلهم لم يكونوا يتوقعون أنها ستخطب فيهم
وقد قتل جيش الكوفة وخيل أهل الشام أخوتها وبنيها وأهل بيتها ونهبوا أموالهم
وكأنهم من سبي أهل ملة أخرى.
ولذا:
ترشد الرواية التاريخية الكاشفة عن التطور النفسي للحالة العاطفية
المشتركة لأهل الكوفة في انشدادهم للعقيلة زينب عليها السلام فقد اتخذت سمت
القيادة لتلك الجماعة وذلك بفعل استثمارها
[176]وفقاً للنهج التطوري النفسي، تعمل
عاطفة الجماعة على مساعدة التواصل بين أعضاء الجماعة؛ فتخبر الحالة العاطفية
للجماعة أعضاءها عن عوامل في البيئة، فإذا كان الجميع في مجال سيئ مثلاً فمن
الضروري تغيير الظروف أو ربما العمل بجهد أكبر لتحقيق الهدف وتحسين هذه الظروف،
كما أن العاطفة المشتركة في الجماعات تنسق النشاط الجماعي عن طريق تعزيز روابط
الجماعة وولائها؛ (الموسوعة الحرة ــ ويكيبيديا ــ انفعال جماعي).