ولا شك أن جلبها للمقانع من النساء الكوفيات عمل على نشر الخبر بشكل سريع،
فتلك النسوة اللاتي وقفن على سطوح دورهن ينظرْنَ إلى هذا الموكب الذي قدم الكوفة
وقد تخلله العزف على الطنبور والبوق للإعلان عن عودة الجيش منتصراً عمل على نشر
الخبر بين النساء الكوفيات ومن ثم إلى الرجال والأولاد فاندفع الجميع إلى الطرقات
وهم يسيرون بجانب هذا الموكب المحمدي لينتظروا ما سيفعله عبيد الله بن زياد والي
الكوفة.
ولأن الصدمة الثقافية كانت لها ارتداداتها النفسية والفكرية على أهل
الكوفة، فقد اندفع الناس إلى التعامل بصورة تكشف عن التماس الاعتذار والإحسان لهذا
الركب المحمدي فبادروا إلى جمع التمر والجوز وتقديمه للأطفال.
فكيف واجهت السيدة زينب عليها السلام هذه الاستجابة بعد استرعاء الانتباه
إلى أنهم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟