أما لماذا قالت هذه
المرأة الكوفية لبنات الرسالة الحمدية: (من أي الأسارى أنتنّ)، في حين كان سؤال
المرأة الشامية ووصفها لهن بالسبايا، فكان الجواب:
هناك: (نحن سبايا آل محمد) وهنا في الكوفة: (نحن أسارى آل محمد صلى الله
عليه وآله وسلم)، فهو؟
إن الكوفة أعدت منذ تأسيسها حاضنة للجند ومقراً لهم، ومن ثم فإن أهلها كان
جلهم من ذوي العسكر وأهاليهم ومن ثم كونها، أي الكوفة حاضنة للجند دعا إلى
استقبالها لحركة العسكر وترقب تحركهم في اتجاه الشرق وجلب من يؤسر من هذه المدن
إلى الكوفة.
وعليه:
كان الجيش الكوفي حينما يخرج منها للقتال، ثم يعود فإنه يكون قد جلب معه
مجموعة من الأسارى وهو الذي دعا هذه المرأة التي تسأل عن هوية هذا الركب، وذلك
لأنها لاحظت سمات على أصحابه لم تكن قد لاحظتها من قبل؛ لكن هذه المرأة لما تلقّت
تلك الصدمة الثقافية، فعرفت أن هؤلاء آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذهلت،
فاندفعت تجمع لهن المقانع بعد أن سلبهنّ الأعداء وجاءوا بهنّ سافرات الوجوه وهن آل
محمد صلى الله عليه وآله