إتباع
كلمة الله والتصديق بها، فالكلمة من الروح، والروح من النور، والنور نور السماوات والأرض،
فبأيديكم سبب وصل إليكم منا نعمة من الله لا تعقلون شكرها، خصكم بها واستخلصكم لها.
إن
الله عهد أن لن يحل عقده أحد سواه، فتسارعوا إلى وفاء العهد، وامكثوا في طلب
الفضل، فإن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر، وإن الآخرة وعد صادق يقضي
فيها ملك قادر، ألا وإن الأمر كما قد وقع لسبع بقين من صفر، تسير فيها الجنود،
يهلك فيها البطل الجحود، خيولها عراب، وفرسانها حراب، ونحن بذلك واقفون، ولما ذكرنا
منتظرون انتظار المجدب المطر لينبت العشب، ويجنى الثمر، دعاني إلى الكتاب إليكم
استنقاذكم من العمى، وإرشادكم باب الهدى، فاسلكوا سبيل السلامة، فإنها جماع الكرامة،
اصطفى الله منهجه، وبين حججه، وأرف أرفه، ووصفه وحده وجعله نصا كما وصفه، إن العبد
إذا أدخل حفرته يأتيه ملكان أحدهما منكر والآخر نكير، فأول ما يسألانه عن ربه، وعن
نبيه، وعن وليه، فإن أجاب نجا وإن تحير عذباه.