إنّ من بين أهم التكاليف التي كلف الله تعالى بها النبي الأعظم صلى الله
عليه وآله وسلم هي تعريف الناس بأهل دينه الذين اصطفاهم الله تعالى لشريعته يبينون
للناس ما اختلفوا فيه كما أمروا في إرجاع ذلك في زمانه صلى الله عليه وآله وسلم
بالرجوع إلى الله وإليه ولا شك أن الإنسان حينما يعزم على الرجوع إلى الله تعالى
فيما يشكل عليه من دينه ودنياه فإنه بحكم العقل يلزم أن يرجع إلى رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم فهو من بعثه الله إلى الخلق ليصلح لهم أمر دينهم ودنياهم وذلك
أن القرآن شريعة حياة متكاملة تبدأ مع الإنسان من مرحلة ما قبل الولادة وانعقاد
النطفة إلى الأجنة ثم الولادة وما بعدها حتى يتمم الإنسان مدته التي حددها الخالق
له فينتقل إلى عالم البرزخ حيث النتائج التي حققها عمله الدنيوي، ومن ثم يبقى له
منها ما ينتفع به أو يضر به وهو في قبره كما دلت النصوص الشريفة.
وعليه:
فكل ما يتعلق بهذا الإنسان قد أوجدت له الشريعة حدوداً وسنناً وأسباباً
ومن ثم فهو بحاجة إلى معرفة هذه الحدود والسنن كي يحيا بسلام في الدنيا والآخرة.