يترتب على عمار بن ياسر أن يأتي بخطاب يحتوي على عناصر دينية تدحض تلك
العناصر التي تضمنها كتاب عائشة كي يستطيع إقناع الناس واستمالة قلوبهم إلى الخروج
لنصرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فكيف كان خطابه الديني لما سمع
خطاب عائشة إلى أهل الكوفة.
قال عليه الرحمة والرضوان:
(أمِرَتْ عائشة بأمر وأمرْنَا بغيره، أمرَتْ أن تقر في بيتها، وأمرْنَا أن
نُقاتل حتى لا تكون فتنة، فهو ذا تأمرنا بما أمرَتْ، ورَكَبَتْ ما أمرْنَا به؛ ثم
قال: هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاخرجوا إليه، ثم انظروا في
الحق ومن الحق معه)([129]).
ويحتوي الخطاب الديني للصحابي الجليل عمار بن ياسر على جملة من العناصر
المؤثرة والتي استطاعت أن تغيّر رأي الناس وقناعاتهم بما اختاروه من النصرة لعلي
بن أبي طالب صلوات الله عليه وهذه العناصر الإقناعية كالآتي:
1 ــ اعتمد الصحابي عمار بن ياسر (عليه الرحمة والرضوان) على مخاطبة العقل
دون العاطفة التي تستلزم المداهنة
[129]الفتنة ووقعة الجمل لسيف بن عمر
الضبي: ص140؛ الثقات لابن حبان: ج2، ص282؛ الفتوح لابن أعثم الكوفي: ج2، ص460.