حمالات أوجه تستدر
الإعجاب، وتبعث على الارتياح، فمن لا يؤيد الإصلاح بين المسلمين ومن ثم فمجرد الإعجاب
دون إظهار التأييد العلني والفعلي يعد إنجازاً لهذه الدعوة: (وقد خرجت مصلحة بين
الناس).
6 ــ الأمر بالجلوس عن الخروج والرضا بما هم عليه من ترك القتال فإن ذلك
من مستلزمات العافية، ولذا: قالت: (فمر من قبلك بالقرار في منازلهم والرضا
بالعافية).
7 ــ تقيد هذا الجلوس في المنازل حتى تتمكن من الانتهاء من أمر الإصلاح
بين المسلمين الذي خرجت لأجله كما تزعم.
8 ــ ترك أمر القتال مفتوحاً ولكن لفئة محددة من المسلمين وهو تمهيد
للمستقبل حينما تتمكن من (الإصلاح) ولو بالسيف.
9 ــ شرعنة قتال المسلمين تحت عنوان (مفارقة الجماعة) وهو عنوان أعم من
عنوان القتل فالأول يحارب المسلمين والثاني يحارب أشخاصاً لو ثبت عليهم الجرم.
وهذه العناصر كلها كفيلة بحبس الناس عن الخروج لنصرة علي بن أبي طالب عليه
السلام في قتاله للناكثين بيعته والذين كانوا قد فارقوا جماعة المهاجرين والأنصار
والتابعين لهم بإحسان في بيعتهم لعلي بن أبي طالب عليه السلام.