وقد
رد الله على قياسهم ذلك في مواضع كثيرة من القرآن.. ومن ذلك قوله تعالى :﴿ فَلا
تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ
لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ
كَافِرُونَ (55)﴾ (التوبة)، وقال :﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ
لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178)﴾ (آل عمران)، وقال :﴿ وَمَا
أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى
إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا
عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (37)﴾ (سبأ)
قال
الرجل: ففي أي أرض ينبت هذا الغرور؟
قال الجيلاني:
هذا الغرور ينبت في أرض الجهل بالله تعالى.. فإن من عرف الله لا يقع في مثل هذا
الوهم.. بل يأخذ العبرة من فرعون وهامان وثمود وماذا حل بهم.. مع أن الله تعالى
أعطاهم من كل الأموال..
قام
آخر، وقال: وعينا هذا.. فحدثنا عن الحبال التي دلاها الشيطان للعصاة.
قال الجيلاني:
الحبال التي دلاها الشيطان للعصاة هي اتكالهم على عفو الله مع إهمالهم للعمل.. فهم
يرددون كل حين إما بألسنة مقالهم أو ألسنة أحوالهم: الله غفور رحيم، ورحمته واسعة،
ونعمته وشاملة، وكرمه عميم، ونحن موحدون ونحن نرجوه بوسيلة الإِيمان والكرم
والإِحسان..