responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 611
وقد رَماني هَواكُم في الغَرامِ إلى

مقامِ حبٍّ شريفٍ شامخٍ سامِ

جهلتُ أهليَ فيهِ أهلَ نسبتهِ

وهمْ أعزُّ أخلاَّئي وألزامي

قضيتُ فيهِ إلى حين انقضا أجلي

شهري ودهري وساعاتي وأعوامي

ظنَّ العذولُ بأنًّ العذلَ يوقفني

نامَ العذولُ وشوقي زائدُ نامِ

إن عامَ إنسانُ عَيني في مَدامِعِهِ،

فقدْ أُمِدّ بإحْسانٍ وإنعامِ

يا سائقاً عيسَ أحبابي عسى مهلاً

وسرْ رُوَيْداً، فقَلبي بينَ أنْعامِ

سَلَكْتُ كُلّ مَقامٍ في مَحَبّتِكُمْ

وما تَرَكْتُ مَقاماً قَطّ قُدّامي

قلت: ألا تراه يدعي بقوله هذا ادعاءات كثيرة؟

قال: حاشا لأولياء الله وأصفيائه أن يدعوا دعوى بدون أن يكون لديهم برهانها.

قلت: ولكن سلاطين العاشقين الذين نشروا في مواكب العشق أعلامهم هم الأنبياء والأوصياء والورثة.. أولئك هم أقرب الخلق إلى الله، وأعظمهم محبة لله.

قال: وهذا لا يعارض ما ذكر هذا الولي..

قلت: فكيف يستقيم الأمران، وهما في الظاهر متعارضان؟

قال: التعارض في مقامات أهل الدنيا لانحصارها وضيقها.. أما أهل الله، فلا تعارض في مقاماتهم.. فالله هو الواسع الذي لا يحاط به، وهو العظيم الذي لا يقدر قدره..

***

تركنا الرجل يبث مواجيده وأشواقه لإلهه، وسرنا في تلك الجنان، وفي ذلك الهزيع من الليل المنار بنور الصديقين.. ولم نسر إلا قليلا حتى رأينا شابا يقف أمام جامع كبير، وهو ينشد

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 611
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست