responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 572
القلب.. وأما المشتبهات فيحصل بها للقلوب القلق والاضطراب الموجب للشك.

إن هذا – أيها الجمع المبارك- هو المنهاج الذي اعتمد عليه المتقون في سلوكهم إلى الله، وهو القانون الذي ساسوا به حياتهم.. لقد قال بعضهم يعبر عنه: (يزعم الناس أن الورع شديد، وما ورد علي أمران إلا أخذت بأشدهما، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك).. وقال آخر: (ما شيء أهون من الورع: إذا رابك شيء فدعه)

لم تكن هذه الكلمات مجرد مراسيم نظرية.. بل كانت واقعا ملموسا عاشه الصالحون:

ومما يروى في هذا أن غلاما لبعض الصالحين كتب إليه من يقول له: (إن قصب السكر أصابته آفة فاشتر السكر فيما قبلك)، فاشتراه من رجل، فلم يأت عليه إلا قليل، فإذا فيما اشتراه ربح ثلاثين ألفا، فأتى صاحب السكر فقال: (يا هذا، إن غلامي كان قد كتب إلى فلم أعلمك فأقلني فيما اشتريت منك)، فقال له الآخر: (قد أعلمتني الآن وقد طيبته لك)، فرجع فلم يحتمل قلبه فأتاه، فقال: (يا هذا إني لم آت هذا الأمر من قبل وجهه، فأحب أن تسترد هذا البيع)، فما زال به حتى رده عليه.

وكان بعضهم إذا طلب المتاع ونفق وأرسل ليشتريه يقول لمن يشتري له: (أعلم من تشتري منه أن المتاع قد طلب)

وكان بعضهم قد بعث طعاما إلى البصرة مع رجل، وأمره أن يبيعه يوم يدخل بسعر يومه، فأتاه كتابه أني قدمت البصرة فوجدت الطعام منقصا فحبسته فزاد الطعام فازددت فيه كذا أو كذا، فكتب إليه يقول: (إنك قد خنتنا، وعملت بخلاف ما أمرناك به، فإذا أتاك كتابي فتصدق بجميع ذلك الثمن ثمن الطعام على فقراء البصرة، فليتني أسلم إذا فعلت ذلك)

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 572
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست