قال: أنا محمد.. وليس لي من هم في حياتي إلا البحث عن الورثة.. أو الدلالة على الورثة.
قلت: فأي سر للإنسان أجده عندك؟
قال: سر الصعود.. والترفع.. والعروج.
قلت: أيمكن أن نعرج؟
قال: كما يمكن أن نهبط يمكن أن نعرج.
قلت: أنا لا أراك إلا شابا مراهقا، وعهدي بالشباب والمراهقين عدم انشغالهم بمثل هذه الأمور.. فهذه الأمور عندنا لا ينشغل بها إلا الكبار.
قال: إن لم أصعد الجبل وأنا في كامل قواي.. فمتى أصعده؟
قلت: عدت بنا إلى الجبل.
قال: لا يمكن أن تعرفه.. ولا أن تسير إليه.. ولا أن تتأدب بين يديه إلا إذا سرت في ذلك الجبل.
قلت: لقد ملأتني أشواقا إليه.. فهلم بنا إليه.
ظهر فرح عظيم على وجه الشاب.. ثم أخذ بيدي.. ولم نسر إلا قليلا حتى بدا لنا جبل في منتهى
[579] هو بطل رسالة (النبي الإنسان) من هذه السلسلة.. ولا يخفى وجه الإشارة التي يحملها هذا الاسم.