لقد
كان بشكل طبقات مختلفة.. كل طبقة هي جنة من الجنان.. يحوي من جميع الثمار
والألوان.
وقد
عجبت إذ رأيت المياه تصعد إليه بقوة، فقلت للشاب: لكأني أرى بعيني حدائق بابل
المعلقة([580]).. كيف تصعد المياه إلى هذا الجبل من غير مضخات.
قال:
هناك مضخات أنت لا تراها.. هم يسمونها مضخات البركات.. وهي التي أشار إليها قوله
تعالى :﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا
عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ (لأعراف:96)
قلت:
فكل أهل هذا الجبل من المؤمنين الأتقياء..
قال:
لا يمكن أن يفكر في الصعود إلى هذا الجبل إلا المؤمنون الأتقياء.
قلت:
لو أن قومي سمعوا به لهرعوا إليه.. ولتركوا تلك الجبال الكثيرة التي لا تمتلئ إلا
بالصخور والجليد.
ثم
التفت إليه، وقلت: كيف لم تلتفت الوكالات السياحية إلى هذا الجبل العجيب؟
قال:
لقد سأل هذ الجبل ربه ألا يراه إلا المؤمنون.. وألاّ يسير عليه إلا المتقون..
ولذلك فقد حجب عن أنظار الغافلين.. ولهذا لا يمكن أن يعرفه أحد أو يهتم به إلا إذا
فكر في السير إلى مولاه.
[580]
حدائق بابل المعلقة: هي إحدى عجائب الدنيا السبع، وتقع بابل قُرب بغداد الحالية في
العراق..