سرت
إلى القسم الثاني، وكان اسم شيخه وأستاذه علم كبير من أعلام الإسلام اسمه أبو
الحسن الشاذلي([33]).
كان
أول مجلس جلسته معه ومع تلاميذه في تفسير قوله تعالى :﴿ فَلَا رَفَثَ وَلَا
فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ..(197)﴾ (البقرة)
ومما
لا أزال أذكره من ذلك الدرس قوله([34]): الحكمة في أن الله تعالى ذكر هذه الألفاظ الثلاثة لا أزيد ولا أنقص،
وهو قوله :﴿ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ ﴾ هي أنه قد ثبت في العلوم
العقلية أن الإنسان فيه أربعة قوى: قوة شهوانية بهيمية، وقوة غضبية سبعية، وقوة
وهمية شيطانية، وقوة عقلية ملكية.
وعلم
كذلك بالضرورة أن المقصود من جميع العبادات قهر القوى الثلاثة: الشهوانية، والغضبية،
والوهمية.
ففي قوله
:﴿ فَلاَ رَفَثَ ﴾ إشارة إلى قهر الشهوانية..
[33]
أشير به إلى الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار
الشاذلي المغربي، الزاهد، الصوفي الذي تنتسب إليه الطريقة الشاذلية، سكن
الإسكندرية، ولد 571هـ بقبيلة الأخماس الغمارية، تفقه وتصوف في تونس، وسكن مدينة
(شاذلة) التونسية ونسب إليها، وتوفي الشاذلي بوادي حميثرة بصحراء عيذاب متوجهًا
إلى بيت الله الحرام في أوائل ذي القعدة 656هـ..