responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 53
القيامة)([31])

***

بقيت مدة في قسم الجهل.. أتعلم من النقشبندي وتلاميذه منابع الجهل وثماره ومحاله إلى أن أيقنت بجهلي وقصور علمي.. وأيقنت أن كل ما أوتيته من علم لا يستطيع أن يصد جحافل الجيوش التي ينشرها جهلي..

وقد ملأني هذا الشعور بالحياء.. فصرت أستحيي من ذكر شهاداتي التي كانت تملؤني فخرا وزهوا.

وقد أيقنت فوق ذلك أن العلم الذي تعلمته والذي لم يتحول إلى عمل لا يختلف عن جهلي بما لم أعلمه.. بل إن الأمر أخطر من ذلك.. وقد وعظنا - مرة - النقشبندي في هذا، فقال([32]): لا تكونوا من الأعمال مفلسين، ولا من الأحوال خالين، وتيقّنوا أن العلم المجرد لا يأخذ باليد.. مثال ذلك ما لو كان على رجل في برية عشرة أسياف هندية مع أسلحة أخرى، وكان الرجل شجاعا وأهل حرب، فحمل عليه أسد عظيم مهيب، فما ظنّكم؟ هل تدفع الأسلحة شره عنه بلا استعمالها وضربها؟!

ثم أجاب قائلا: أنتم تعلمون أنها لن تدفع عنه إلا بالتحريك والضرب.. وهكذا لو قرأ رجل مائة ألف مسألة علمية وتعلمها، ولم يعمل بها: لا تفيده إلا بالعمل.


[31] رواه البخاري ومسلم.

[32] هذا النص من رسالة أيها الولد للغزالي.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست