وفي قوله :﴿ وَلاَ فُسُوقَ ﴾ إشارة إلى قهر
القوة الغضبية التي توجب التمرد والغضب.
وفي قوله
:﴿ وَلاَ جِدَالَ ﴾ إشارة إلى القوة الوهمية التي تحمل الإنسان على الجدال في ذات
الله وأفعاله، وأحكامه، وأسمائه، وهي الباعثة للإنسان على منازعة الناس ومماراتهم،
والمخاصمة معهم في كل شيء، وقد أشار الله تعالى إلى هذه القوة في قوله:﴿.. وَكَانَ
الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)﴾ (الكهف)
وقد
وردت النصوص الكثيرة تأمر بتهذيب هذه القوة الداعية إلى الجدل، وتعد بالوعد الجزيل
من استطاع التحكم فيها، وتتوعد بالوعيد الخطير من ركن لها، فراحت تتحكم فيه.
ففي
الوعد ورد قوله (ص) : (من ترك
المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة، ومن تركه وهو محق بني له في وسطها، ومن
حسن خلقه بني له في أعلاها)([35])
وقال: (أنا
زعيم ببيت في ربض الجنة، وببيت في وسط الجنة وببيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء
وإن كان محقا، وترك الكذب وإن كان مازحا، وحسن خلقه)([36])
وفي
الوعيد قال (ص):
(ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل)، ثم قرأ:﴿ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا.. (58)﴾ (الزخرف)([37])
[35]
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وابن ماجه والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن ورواه
الطبراني في الأوسط.